العالم ليس بخير
لا
تدع أيا كان يدخل حياتك، إياك و فتح الباب لكل من قرعه
! أنت لا تدري فلربما هو ذاك الشخص الذي
سيقلب حياتك، و سيهدم أهرام تطلعاتك، ذاك الذي سيجمع كومة مبادئك و يرميها في أقرب
سلة مهملات ثم يمسح الأرض بكرامتك، ليرحل بعد ذلك تاركا الباب مفتوحا على مصراعيه
و تاركا إياك جسدا بلا روح. إنهم كثيرون في عالمنا اليوم، هم لا يكترثون لك أو
لقلبك المطواع، يستغلون سذاجتك و إيمانك بهم فيأتون بأوجه متعددة أبرزها صديق و
حبيب .. فالحبيب يغتنم إيمانك بوجود "الحب" ، حب لا تعرف عنه شيئا عدا ما
شاهدته في أفلام شاروخان، فانطلقت بعفوية باحثا عنه في ساحات واقعك، متحديا لكل من
حولك ومؤمنا بالطرف الآخر، جاعلا من حبه قضية تواجه بها عالمك و تتحدى بها محيطك،
بينما جعل منها الحبيب الوهمي مسرحية تولى هو إخراجها و تركك أنت تتخبط بين
الإنتاج و التمثيل و كتابة نص يتناغم مع مزاجه. فيحطم بذلك كبرياءك و يقضي على
شخصيتك لتصبح حاضر الجسد، غائب الروح . و أما الصديق فيستغل
ثقتك به و بوحك له بمكنونات قلبك لتجده يحكيها فيما بعد لكل من هب و دب، ساخراً
بذلك من براءتك و مستغلا لصالحه إيمانك بأن العالم لا يزال بخير.
إن
العالم ليس بخير، فأحسن الظن لكن لا تثق بأي كان، أحب لكن لا تؤمن بوجود قيس و
ليلى، تعرف على العالم و من فيه كون صداقات و معارف لكن حافظ دائما على داك الخيط
الرفيع الذي يفصل خصوصياتك عما ينطق به لسانك.. تعلم أن تكون براغماتي التفكير،نعم
اتبع قلبك أحياناً- فكما قال باسكال " للقلب حقائقه التي يجهلها العقل"-
لكن لا تجعل منه دليلك الوحيد في الحياة، فغالباً ما يخسر صاحب القلب الطيب أمام
جشع العالم و مكر أفراده.
أسس حياتك على مبادئك الخاصة و عش حسبها، لكن
اجعلها مبادئ ثابتة ولا تغيرها من أجل أي كان، فلا مكان في هذا العالم لشخص بدون
مبادئ قارة. و تذكر
دائما أن خير الأمور أوسطها، فلا تخالط الناس حد التعلق و لا تبتعد عنهم حد
الانطواء .
تعليقات
إرسال تعليق