الفشل جزء من الحياة.

 لعل كل إنسان في العالم مر في حياته بلحظة فشل، لحظة خابت فيها كل ظنونه وتحطمت فيها كل آماله، لحظة جعلته يتساءل عن السبب وراء فشل مخططاته ليجد نفسه تائها بين لوم نفسه تارةً و عتاب القدر تارةً أخرى. لا أحد يعرف الكم الهائل من التساؤلات التي تدور في رأس الإنسان في تلك اللحظة، وكم هو حقا من الصعب تقبل الوضع الجديد أو بالأحرى تقبل الفشل.

إن صعوبة التجربة تكمن في كون الشخص تعود على النجاح، فأنت لن تشعر بالانحدار إلا إن كنت قبله مرتفعا، كما تكمن في كونه وضع خططا و تنبأ لها بالنجاح، أي أنه لم يضع احتمال الخسارة في اعتباراته وهذا ما زاد الطين بلة، لأنه وبعد فشل مخططاته وجد نفسه أمام حقيقة لم يكن قد سمح لنفسه بتوقعها. إن الشخص في هذه الحالة لا يحتاج مواساة من أحد،و لا اهتماما خاصاً، كما لا يحتاج من يشاركه حزنه و يبكي معه، إن أفضل دعم يمكن أن تقدمه لشخص في لحظة فشل هو أن لا تعامله معاملة خاصة أو تغرقه بسيل من النصائح، كتلك التي تعرضها كتب تقوية الشخصية و تطوير الذات، بل أن تجعل تعاملك معه عادياً و لا تفاتحه في الموضوع إن لم يفاتحك هو. ليس ذلك تهربا من الواقع أو نكرانه بقدرما هو تقبل له، فأن تتعامل بشكل عادي مع فشل الآخر ينقص من حدة الضغط عليه و يجعله يرى العالم من خلالك ليدرك بأن فشله لم يخلف نتائج تذكر و لم يخيب آمال محيطه.
إن الإنسان لن يتخطى حالة الفشل تلك إن تقوقع على نفسه و ظل يبحث عن مكامن الخطأ في خططه أو يلقي بفشله على باقي الناس محاولا بذلك تبرئة نفسه، ليضعها في محاولة فاشلة لتخطي الفشل. هو سيتخطى فشله فقط إن آمن بأن الفشل جزء من الحياة، قد تكون له أسباب عدة.. قد نكون أخطأنا و قد لا نكون، لكن الأهم هو أن نكمل حياتنا و كلنا إيمان بأن الفشل لا يعني نهاية عالمنا كما لا يعنيها النجاح.
 فعود نفسك على توقع الفشل كما تتوقع النجاح، و اجعل داخلك صلبا نقيا قويا، ودع الحياة تأتيك بأعنف ما لديها .

تعليقات

المشاركات الشائعة