أنا مسلم.. أنا أرفض الاتهام.

               
منذ متى والإسلام يرادف الإرهاب ؟! منذ متى واللحية،و الحجاب أو النقاب يرادف الإرهاب ؟! منذ متى أصبحنا نصنف الناس حسب ما يرتدون أو ما لا يرتدون؟! أو ليس عصرنا عصر الحريةوالتعايش و تقبل الآخر؟!  ألم نتحرر بعد من العقد الهتلرية؟! ألم نصل بعد إلى المستوى الذي يجعلنا نبادر بالحوارِ مع الآخر قبل الحكم عليه؟!ألم نتعلم بعد ونحن سكان العالم في القرن الواحد والعشرين أن الحكم على مجموعة من الافراد انطلاقا مما رأيناه من فرد واحد هو حكم باطل أو بالأحرى بليد؟!
كلها أسئلة تفرض نفسها عليك بمجرد تفكيرك في وضع العالم اليوم.. وخاصة العالم العربي والإسلامي.
فقد أصبحت أجزع-أنا العربي و المسلم- كلما حدث انفجار أو تهديد أو قتل أو خطف.. فصنفوه إرهابا.
فأجدني متهما أنا وباقي المسلمين من دون دليل أو إثبات، لأن العالم أجمع منذ زمن أن الإرهاب مرادف الإسلام.. هكذا إذن أبدأ الدفاع عن نفسي و أحاول إقناع المحكمة أن لا علاقة لي أو لديني بما حصل، محكمة أغلق محلفوها آذانهم قبل دخولهم قاعة المحكمة، فهم متأكدون من أن المسلم إرهابي بالوراثة بقدر تأكدهم من أسماءهم..
 تبدأ إذن معاناة المسلم بعد كل حدث صنف إرهابا لتنطلق مضايقات المقيمين بالخارج و تصعب حياتهم، و تكثر مشاكلهم، والاعتداءات عليهم، فتخاف المحجبة الخروج من منزلها و يخاف الملتحي ركوب وسيلة نقل عمومية .. فيقضون عقوبة أصدرتها محكمة لم تعترف بدفاع المتهم.. أوليس المتهم بريء حتى تثبت إدانته؟!
حسناً، أنا-المسلم- بريء من الإرهاب براءة الذئب من دم يوسف!  ولن أقبل دور المتهم في كل قضية إرهاب بعد اليوم ، و لن أبذل جهدا  في إقناع الرأي العام ببراءتي، ولن أرفع الشعارات احتجاجا على اتهامي، و لن أتعب نفسي لأذكر العالم أن ديني هو دين تسامح و تعايش و تآخي..، نعم سأعلن تضامني مع ضحايا الإرهاب و سأقدم تعازي لكل من فقد عزيزا في عملية إرهابية، و سأستنكر العنف والقتل و الكره و التطرف..،  فهذا من شيم المسلم و من مبادئ الإسلام. لكني لن أسمح لنفسي أن تجزع و هي تتوقع الاتهام، لأن جزعي ذاك في حد ذاته اعتراف ضمني باتهام كنت قد عاهدت نفسي بعدم الاعتراف به بعد اليوم.

تعليقات

المشاركات الشائعة