ما الوطن؟!
من منا لم ينتقد المغرب يوما ؟ ، من منا لم يرغب و لو لمرة واحدة بالإنتماء لبلد آخر؟ من منا لم يتعبه ازدحام الإدارات العمومية و تقصير بعض موظفيها؟ من منا لم يسبق وأن زار مشفى حكوميا فما خرج منه إلا و هو يائس، بائس ومعاتب لهذا الوطن؟ من منا لم يعرف شخصا أمضى شبابه في الدراسة ولم يجد وظيفة فلام الوطن؟ من منا لم يقابل شخصا أعطى كل ما لديه بدون نتيجة فعاب الوطن؟ من منا لم يحرجه يوما حال هذا الوطن؟ من منا لم يحزنه يوما وضع هذا الوطن؟
فما الوطن؟!
الوطن هو تلك الأم التي أنجبتنا جميعا وأحبتنا جميعا، نعود إليها إن أنهكتنا الأيام و خاننا القدر، نشكو إليها خيانة الصديق و ظلم الحبيب، و نرتمي في حضنها إن زارنا المرض. الوطن هو تلك الأرملة الجميلة التي رفضت الزواج لتربي أبنائها، تلك السيدة النبيلة التي لا تعرف مصلحة سوى مصلحة أطفالها، تلك التي سهرت الليالي في سبيل مصلحتنا، تلك اللبؤة التي تقاتل الأسد إن هم أزعجوا صغارها، تلك التي جاعت ليشبع أطفالها، الوطن هو تلك التي تموت فقط ليعيش صغارها.
فهل نعيب هذه الأم إن هي أغفلت عنا يوما؟ ، فهل ننسى تضحياتها إن هي مرضت يوما؟ فهل نتركها إن هي تعرضت للسرقة يوما؟
فهل نخونها إن خانها الزمن يوما؟ فهل نخجل من سيدة صنعت الشخص الناجح الذي نحن عليه اليوم، أم نلومها لأن القدر خاننا فلم ننجح؟! فهل نقصر في حقها بعد كل ما قدمت؟ فهل ننسى حياتها التي قدمت لنا؟ فهل ننكر انتماءنا لها إن هي فقدت ثروتها؟! أيحق لنا أن نصاحب شخصا تطاول يوماً عليها؟ أو أن نلومها على تصرفات باقي أبنائها؟
صحيح أنني لم أملك حق اختيار أمي، لكنني أحببتها كما هي.. فهي أيضاً لم تملك حق اختياري و إنما أحبتني كما أنا.
هكذا هو حالنا مع الوطن يحبنا قبل أن نحبه..
فما الوطن؟!
الوطن هو تلك الأم التي أنجبتنا جميعا وأحبتنا جميعا، نعود إليها إن أنهكتنا الأيام و خاننا القدر، نشكو إليها خيانة الصديق و ظلم الحبيب، و نرتمي في حضنها إن زارنا المرض. الوطن هو تلك الأرملة الجميلة التي رفضت الزواج لتربي أبنائها، تلك السيدة النبيلة التي لا تعرف مصلحة سوى مصلحة أطفالها، تلك التي سهرت الليالي في سبيل مصلحتنا، تلك اللبؤة التي تقاتل الأسد إن هم أزعجوا صغارها، تلك التي جاعت ليشبع أطفالها، الوطن هو تلك التي تموت فقط ليعيش صغارها.
فهل نعيب هذه الأم إن هي أغفلت عنا يوما؟ ، فهل ننسى تضحياتها إن هي مرضت يوما؟ فهل نتركها إن هي تعرضت للسرقة يوما؟
فهل نخونها إن خانها الزمن يوما؟ فهل نخجل من سيدة صنعت الشخص الناجح الذي نحن عليه اليوم، أم نلومها لأن القدر خاننا فلم ننجح؟! فهل نقصر في حقها بعد كل ما قدمت؟ فهل ننسى حياتها التي قدمت لنا؟ فهل ننكر انتماءنا لها إن هي فقدت ثروتها؟! أيحق لنا أن نصاحب شخصا تطاول يوماً عليها؟ أو أن نلومها على تصرفات باقي أبنائها؟
صحيح أنني لم أملك حق اختيار أمي، لكنني أحببتها كما هي.. فهي أيضاً لم تملك حق اختياري و إنما أحبتني كما أنا.
هكذا هو حالنا مع الوطن يحبنا قبل أن نحبه..
تعليقات
إرسال تعليق